برلين - شبكة قٌدس: وجّه مجلس الصحافة الألماني، توبيخا رسميا إلى موقع صحيفة بيلد الألمانية، على خلفية تغطيتها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، خاصة ما يتعلق بحادثة اغتيال الصحفي الفلسطيني أنس الشريف في قطاع غزة، معتبرا ما نشرته الصحيفة انتهاكا جسيما لأخلاقيات المهنة واستخفافا جسيما بواجب التحري والدقة.
وجاء القرار بعد تلقي المجلس 328 شكوى جماعية ضد مقال نشرته الصحيفة في أغسطس/آب الماضي بعنوان "إرهابي متنكر بزي صحفي قُتل في غزة"، في تبن لرواية الاحتلال، حيث لم يُقدّم فريق تحرير الصحيفة أدلة موضوعية كافية لهذه الرواية، ما أثار انتقادات واسعة، وقام فريق التحرير لاحقًا بتغيير العنوان.
واعتبرت لجنة الشكاوى في مجلس الصحافة الألماني بالإجماع أن تلك التغطية تمثل انتهاكا صارخا لأخلاقيات الصحافة بما يشمل المادة الثانية من مدونة قواعد السلوك الصحفي، وإساءة جسيمة لكرامة الصحفي الشخصية في المادة التاسعة من المدونة نفسها.
وبسبب جسامة المخالفات قرر المجلس توجيه توبيخ رسمي إلى الصحيفة، وهو أشد إجراء تأديبي يمكن أن يتخذه المجلس.
كما شدد المجلس -وهو هيئة رسمية تتحقق من التزام الوسائل الصحفية الألمانية بمبادئ المهنة- على أن قراراته تستند حصريا إلى المعايير الأخلاقية المنصوص عليها في ميثاق الصحافة، بعيدا عن أي اعتبارات سياسية أو شخصية.
من جانبه، ثمّن منتدى الإعلاميين الفلسطينيين إرسال مجلس الصحافة الألماني توبيخا رسميا إلى صحيفة بيلد على خلفية تغطيتها المنحازة إلى الاحتلال لاستشهاد الشريف.
وأكد المنتدى في بيان اليوم الخميس أن ما قامت به الصحيفة لا يمكن فصله عما وصفه بـ"التبني الأعمى" لرواية الاحتلال التي تسعى بشكل منهجي إلى وصم الصحفيين الفلسطينيين بالإرهاب، في سبيل تبرير اغتيالهم واستهدافهم وشرعنة جرائم القتل والتشويه بحقهم أمام الرأي العام الدولي.
وقال إن قرار المجلس يشكل إدانة أخلاقية ومهنية واضحة لهذه الممارسات، ويؤكد زيف محاولات الاحتلال تسويق روايته عبر بعض المنصات الإعلامية الدولية.
ودعا المنتدى المؤسسات الإعلامية الغربية التي انحازت لإسرائيل إلى مراجعة سياساتها التحريرية، وعدم التحول إلى أدوات دعائية للرواية الإسرائيلية، كما طالب بتوفير حماية دولية عاجلة للصحفيين الفلسطينيين، ومحاسبة كل من يشارك في التحريض عليهم أو تشويه مهنيتهم.



